المشلعيب: آخر أدوات الزمن القديم
المشلعيب ثلاجة الزمن القديم

يصنع من سعف النخيل فى شكل بيضاوى يعلق على سقف المطبخ لحفظ الماكولات والألبان وهو بمثابة حماية لها من الكلاب والقطط والحشرات وهو مشهور في مناطق عديدة في السودان ، يعتبر من ابرز عناصر الفولكلور والتراث السوداني، اذ كان يشغل حيزه داخل البيت، ومازال المشلعيب يستخدم في انحاء واسعة بمعظم مناطق السودان التي تفتقد التيار الكهربائي، اذ لا يمكن تجاهل المشلعيب فهو بمثابة الثلاجة في الارياف والمدن في قديم الزمان قبل اكتشاف التلاجات، ويصنع من سعف النخيل في شكل بيضاوى ويعلق على سقف التكل «المطبخ» او الراكوبة.
إختراع
يصنع المشلعيب من قطع السعف بوضعها في شكل شرائح او في شكل جدلة، وهو من الموروثات الشعبية القديمة، وقد يصنع من الحبل الذي يستخدم في «توسير» العناقريب، ولم يكن هنالك بيت سوداني يخلو من المشلعيب غير أن التغيرات الاقتصادية وحالة التحسن المتصاعد في اقتصاديات الاسر وما وفرته اسباب الحداثة من ثلاجات وادوات حديثة القى بظلاله على العديد من الادوات القديمة وعلى رأسها المشلعيب ، وأبرز المناطق التي اشتهرت بصناعة المشلعيب ولايات دارفور، وايضاً يوجد في الولاية الشمالية، وكان الناس يستعملون المشلعيب قبل ظهور الثلاجة لحفظ اللحوم والاطعمة واللبن والروب، ويستعمل المشلعيب عازلاً للحيوانات مثل القطط والكلاب، واحياناً يسمى دواء الكلاب، كذلك يمكن ان نضعه زينةً في المنزل.
تباين
تباينت مسمياته بإختلاف البيئة بكثير من الموروثات والمقتنيات التى سادت فى وقتها لتلائم البيئة البسيطة، خاصة حياة الحل والترحال فى «الشوقار والنشوق والشويم والورود والغب والظعن»، وظل «المشلعيب» حاضراً ومن أهم ادوات المراحيل، ولم يقتصر على حياة التنقل وحدها بل تمدد الى الأرياف والمدن وقتها، باعتباره جزءاً من مكونات البيت السودانى البسيط ، فمازال «المشلعيب» حياً فى بعض الأرياف خاصة عند القبائل الرعوية، ويظهر أيضاً فى المدن بوصفه من ادوات الزينة عند بعض الأسر المتمسكة بالتراث، باعتباره جزءاً اصيلاً من الماضى، ومن فترة الى أخرى يهل فى المواسم والأسابيع الثقافية بالجامعات، حيث المعارض التى تجسد الثقافة السودانية، إلا أنه أصبح من الأدوات «شبه المنقرضة» منذ القرن الماضي، متأثراً بحرب التكنولوجيا خاصة بعد ظهور الثلاجات التي أدت مهمته بكفاءة عالية.
ثلاجة الزمن القديم
تختلف مسميات المشلعيب باختلاف البيئات الثقافية، ويطلق عليه أحيانا «دواء كديس» لاستحالة وصول القطط اليه، بعد أن يعلق فى سقف المنزل او الراكوبة ويحفظ الى حين الحاجة لاستعماله، ويسمى أيضاً بالمُعلاق «لأن الأشياء تعلق به» بعيدا عن متناول الحيوانات وتحديدا القط، خاصة اذا كان المحتوى لبناً او ما تبقى من الاكل او اللحم او الروب «الزبادي البلدي» لرفعها بعيدا عن متناول الاطفال ، ويمثل المشلعيب «ثلاجة الزمن القديم»، وفى الغالب يصنع من سعف النخيل الذي يقطع فى شكل شرائح ثم تنسج فى شكل جدلة متتابعة وشكل بيضاوي أجوف. او من سعف في شكل شرائط مثل التى تصنع منها «البروش» ويوضع فيه الاناء الذى به المحتوى المراد حفظه، ويكون أشبه بـ «الكورية»، ومن ثم يعلق على سقف المطبخ أو «التُكل» أو الراكوبة بواسطة ثلاثة إلى اربعة حبال بينها مسافة متقاربة، مع اختلاف الحجم حسب الحاجة. وتعقد «الأيادى» في شكل شبكة وتثبت في السقف، ويستخدم لحفظ المأكولات والالبان، وهو بمثابة حماية لها من الكلاب والقطط والحشرات، وحفظاً لها من دخول الجراثيم بعد أن يحكم الغطاء، وقد عرفته مناطق الشمالية وكردفان عند قبائل البقارة باعتباره ديكوراً في غرفة العرسان، وبعض القبائل استخدمته تعويذةً لطرد الأرواح الشريرة بوضع «أطباق» فوقه داخل هذه الغرف، إلا انه بمرور الوقت دخلت عليه أشكال جديدة حسب البيئة فصنعه البعض من «القرع» بعد أن يخرم فى ثلاثة اتجاهات متقاربة تحفظ توازنه عندما يعلق فى السقف ويربط بسيور جلدية، وفى بعض القرى والمدن مازال محافظاً على شكله التقليدى، الا انه اصبح عبارة عن اداة للزينة وتوضع عليه الأونى الفخارية التى تحمل النبات والزهور.

اراء الشارع :
الخرطوم :فاطمة علي أحمد: يعتبر المشلعيب من ابرز عناصر الفولكلور والتراث السوداني، اذ كان يشغل حيزه داخل البيت، ومازال المشلعيب يستخدم في انحاء واسعة بمعظم مناطق السودان التي تفتقد التيار الكهربائي، اذ لا يمكن تجاهل المشلعيب فهو بمثابة الثلاجة في الارياف والمدن في قديم الزمان قبل اكتشاف التلاجات، ويصنع من سعف النخيل في شكل بيضاوى ويعلق على سقف التكل «المطبخ» او الراكوبة.
ويصنع المشلعيب من قطع السعف بوضعها في شكل شرائح او في شكل جدلة، وهو من الموروثات الشعبية القديمة، وقد يصنع من الحبل الذي يستخدم في «توسير» العناقريب، ولم يكن هنالك بيت سوداني يخلو من المشلعيب غير أن التغيرات الاقتصادية وحالة التحسن المتصاعد في اقتصاديات الاسر وما وفرته اسباب الحداثة من ثلاجات وادوات حديثة القى بظلاله على العديد من الادوات القديمة وعلى رأسها المشلعيب
وأبرز المناطق التي اشتهرت بصناعة المشلعيب ولايات دارفور، وايضاً يوجد في الولاية الشمالية، وكان الناس يستعملون المشلعيب قبل ظهور الثلاجة لحفظ اللحوم والاطعمة واللبن والروب، ويستعمل المشلعيب عازلاً للحيوانات مثل القطط والكلاب، واحياناً يسمى دواء الكلاب، كذلك يمكن ان نضعه زينةً في المنزل.
وتقول الحاجة دار السلام ادريس ان المشلعيب كان مريحاً بالنسبة لربات البيوت، لأنه يحفظ الاطعمة والمواد الضرورية. واضافت انه يحفظ الاطعمة من الجراثيم، كما انه يعتبر تراثاً جميلاً وهو موجود الى الآن، وبعض الاسر في الخرطوم وغالبية الولايات تعتمد عليه.
أما ربة المنزل عائشة آدم أرباب، فقد أشارت إلى أن المشلعيب مريح جدا لانه اكثر امانا في حفظ المأكولات، والمواد المحفوظة تكون بعيدة عن الحيوانات المنزلية التي تعجز عن الوصول اليه بسهولة. واضافت ان المشلعيب غالباً يوجد في الريف نسبة لعدم وجود الكهرباء في بعض المناطق، فالمشلعيب يحفظ لهم الاطعمة كالثلاجة.
بينما قالت الحاجة مدينة عبد الرحيم عن المشلعيب انه يصنع من السعف ويضفر في شكل دائرة، ويتم تعليق الاطعمة واللبن ويمكن ان يعرض زينة في المنزل.

بينما قالت احدى الفتيات انها لا تعرف كثيرا عن المشلعيب، وعزت ذلك الي عدم معرفة جيلها بالكثير من الموروثات بسبب عدم تواصل الاجيال وانشغال الشباب بالتطور التكنولوجي، واضافت ان عدم تواصل الاجيال جعل الكثير من الشباب والشابات لا يعرفون الكثير من المورثات الثقافية. واشارت الي انها عرفت المشلعيب من خلال الاسبوع الثقافي بالجامعة، وهو معروض ضمن التراث السوداني القديم، وانها اخذت فكرة عنه الي ان اصبح معروفاً بأن يحفظ الاطعمة وكان منتشراً بكثافة في الفترة الماضية من تاريخ السودان.

عدد المقالات:
تعليقات: (0) إضافة تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).